مطـَرُ الرحيل-حسام لطيف البطـَّاط ( العراق)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

مطـَرُ الرحيل

  حسام لطيف البطـَّاط    

مَطرُ الرَّحيــل ِ عَلى  يَــديكَ رثــاءُ
رفقـًا، فدمْـــعُ  الشَّــاعرين  دِمَــاءُ

رفـــقـًا  بـِذاكـــرةٍ  تـَــنوءُ  بـِظلـِّها
خوفـًا لتـُحرقَ  خوفـَـها  الأشــــياءُ

رفقـًا  بمحرقةِ  الحروفِ , أكــلـّما
سَعَرتْ  بـِـقلبـكَ  أورَقَ  الإعـــياءُ

ها أنتَ تتخذ ُ السَّمــاءَ – مكابرًا –
وطنـًا لتخـــذلَ  أرضَكَ  الأسْــماءُ

نـَزفتْ على  كفـَّيكَ  سبعُ  سَنابـِل ٍ
خضر ٍ يُــعانقُ  سحــرهنَّ  فضاءُ

وَتـَرفـَّعـــتْ  أوراقُ  صَمْــتِـكَ  بــلسَمــًا
حَـتـَّى كـأنَّ  المــــوتَ  فيــــهِ عَــــــطاءُ

وَسَكبتَ  جُرحَكَ  فوقَ  خاصِرةِ  الأسى
فـَتـَعـَــطـَّرَتْ  من  نـَـــزفِــهِ  الأرجـــاءُ


مَـطـَـرُ  الرَّحيل ِ على  يَـــدَيـْكَ  دعاءُ !
حَتـَّامَ  تـَقتــــلُ  قلـْبَـــكَ  الأخْــــطاءُ ؟

مَــاذا  يـفيـــدكَ  أنْ تـَــعيشَ  معـــــذبـًا
تـَرْعــى السَّرابَ، وَسَهمُــكَ  الإطـراءُ

أتـُرى  سَــــيَنـْــفعُكَ  الثـَّناءُ  بمطمح ٍ ؟
أوَ هــلْ  أعَـــادَ  المــيـِّتيــــــن  ثـَـناءُ ؟

تـُمسي عَلى عَــطش ٍ وَدونـَكَ غيمة ٌ ؟
أيَــسيلُ منْ  عَــطش ِ النـَّخـيل ِ الماءُ ؟

تـَغـفو عَـلى  هَــمس ِ العِـناق ِ وتـَدَّعي
أنَّ  انـْصـهارَ  العـــاشِـــقين  هــرَاءُ ؟

لتعودَ  ترسمُ  في الرمال ِ صَـحائفـًا
يَــطفــو عَــلى  حَـــبـَّـاتِــهنَّ  عزاءُ


حُييتَ  يا أرقَ  العذابِ , فأضْـلعي
مَـا زالَ  فــيــــهـا  للجـِـراح ِ رداءُ

أوَ كلما  أنـْهَــلـْتُ  منـكَ  مشاعلي
حَمَلــتـْكَ  بيـنَ  طـــيوفِها  الأنواءُ

هَطلتْ عَـلى شفةِ الظلام ِ مـخاوفي
فـَتكسَّـرَتْ منْ  بَــوحِها  الأصْــداءُ

أنا موطنُ  الأحْـزان ِ ليس لأحرفي
ألــقٌ  سِوَاي  تـَخـَافـُــهُ  الظــــلماءُ

أنا بَـــوحُ  ناياتٍ  يُسَــامـرُ  هَمسَها
عِــشْـقٌ , فترفـــعُهـا إليــكَ سَـــماءُ

لــي قبلتان  قصــــيدةٌ  مخضوبة ٌ
ودعـــاءُ أمٍّ لــلــــــــدواء  دواءُ

تـَتـَرنـَّحُ  الكــلمَـاتُ بين  أصَابـِعي
ألمـًا فيــرشـــفُ  خـمرَهنَّ  حَــياءُ

وَرَسمْتُ  منْ صَخَبِ  السِّنين  حِكايَة ً
حيرى  يصــــوغ ُ حروفـَـها الفــقرَاءُ

تسْتنزفُ  الوَرعَ  الرَّصـــينَ  بخافقي
شِــعرًا  كـأنَّ  حـــروفـَــهُ  أضــــواءُ


مَـطرُ  الرَّحـيل ِ على  يَــديكَ  رَجَاءُ
فأنـِــرْ  فـَنـَارَكَ  أيّــها  الــوَضَّـــــاءُ

لا تدَّخــرْ  ألمـًا  فيـومُـــكَ  مُـــتـْعـَبٌ
وَطـــموحُ  أمسِـــكَ  هـدَّهُ  الإخـــفاءُ

إنْ تـَرتـَدي  صَمـــتــًا  فقلبُـكَ  ناطِقٌ
وَالقـَلبُ  يَخـشَــعُ  عِـنـْدهُ  الشّـــعراءُ

لا تـَلتـَـفِتْ  عَجبًا  فـكمْ هوَ موحِـــشٌ
أنْ تـَجْتـَــبيكَ  لِـنـَفــسِها  الصَّـحـْراءُ



 
  حسام لطيف البطـَّاط ( العراق) (2009-01-12)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

مطـَرُ الرحيل-حسام لطيف البطـَّاط ( العراق)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia